lørdag 29. september 2012

عفوا, لقد لمست نبيك


تظاهر  آلاف من المسلمين الغاضبين في شوارع باريس الاسبوع الماضي  تحت الراية التالية: "لا تلمس نبيي!". خلال المظاهرة ارتفعت الصيحات المطالبة بعدم الاقتراب من نبي المسلمين لا بالتصوير و لا بالكلمة الناقدة. و قررت السلطات الفرنسية إغلاق العديد من السفارات و المدارس جراء عموم جو من الاضطراب و النزاع.
 بكلمات أخرى تم خلق حالة من الطوارئ من قبل جماعات دينية منظمة خرجت الى الشوارع بعد صلاة الجمعة تطالب بمنزلة خاصة للقواعد الدينية تجعلها غير قابلة للمس أو المناقشة و تحمي المسَلٌمات من ضربات الطرافة و السخرية.
مظاهرات باريس واحدة من تداعيات نشر الفيلم البائس و السيئ "براءة المسلمين". السؤال الملح في هذا الاطار هو لماذا يكترث المسلمون بإنتاج رخيص ذي مضمون سخيف؟ السؤال الاهم يخص غاية المشروع الاسلامي السياسي: ما هو الهدف من الحملات المتكررة و العنيفة ضد حرية التعبير؟ الجواب البديهي هو حماية مركز القوة الديني من النقد بغض النظر عن مصدره أو نوعيته أو هدفه.
الخلاف المتجدد بين حرية التعبير و حماية الدوغمائيات الدينية ابتدأ باعتداء غير مبرر و شنيع ضد سفارة دولة أجنبية في ليبيا و مقتل أربعة دبلوماسيين. أليس هناك احترام للآخر و للقوانين الدولية في دولنا الاسلامية؟ الاحتجاجات عامة و مستمرة في أكثر من عشرين دولة, ليس ضد هذا التصرف البربري و خرق الالتزامات الدولية, و لكن ضد تصوير النبي بصورة لا تتفق مع القواعد الاسلامية.
 عفوا, هذا يثير القلق على الثقافة الاسلامية و مستقبل العالم الاسلامي.
هل نريد أن نكون جزءا من العالم المتحضر نتبع القوانين السائدة على الجميع, أم نريد أن نقبر أنفسنا و أبنائنا بأفكار متحجرة تتضارب مع العصر و العقل و الدين السليم؟
الاسلاميون و الاصوليون يحاولون أن يبنوا حاجزا حول الدوغمائيات, المسلٌمات الدينية التي لا يسمح بالدنو منها فكريا. في هذا السعي يتخطى الأصوليون الحدود المقبولة ضمن الديمقراطية.
المجلة الفرنسية, شارلي ايبدو, و التي عاملت الاسلام كأي دين آخر و أصرت على نهجها العام من النقد الاجتماعي و السياسي قد تعرضت لحملات متواصلة من الضغط و الارهاب. كإنسانة مؤمنة بالديمقراطية من أصل إسلامي أعبر عن مساندتي لهذه المجلة الفرنسية من غير تحفظ.
 في هذا المضمون بالذات تصبح للسخرية وظيفة هامة و هي الاشارة إلى ممارسة القوة غير المشروعة و الضغط على حقوق و أفكار الآخرين. الطرافة سلاح حاد ضد الاصولية و التعجرف الديني. إن بمقدرة القلم الناقد أن يحفر ثقبا في الترس الذي يمنع التقاء الدين بالعقل و المنطق.
إنني أنتمي للثقافة الاسلامية و تهمني مصلحة المسلمين. ولهذا السبب أرفض أن يكون مصير كل من يتحدى القواعد الدينية الممنوعة اللمس أن يواجه بالتهديدات و الضغوط و في أسوأ الأحوال العنف الجسدي. يجب إزاحة هذا الحاجز الذي وضعه الأصوليون في طريق التنوير الإسلامي.
يا أخي المسلم و أختي المسلمة, سوف أنشر الآن كرتونا رسمته شخصيا للنبي محمد كما تصورته. ليس هدفي الإهانة بل التوعية و النقد الاجتماعي. أريد بهذا أن أنتقد الفهم الديني المتحجر و لا أطلب منك الاتفاق معي في أي أمر. و لكن واجبك كإنسانة متحضرة هو احترام حقي لإبداء الرأي و عدم إثارة ثورة كوكبية لفرض آرائك على الجميع.